الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

تنفسٌ عميق ...


إلا تشعرون معي بأننا أصبحنا مقيدين ....
ويوما ً عن يوم نجف ونذبل ...
نخاف أن نضحك حتى لا يُفهم ضحكنا قلة أدب ...
نخاف أن نصافح بأيدينا ,كي لا نؤذي المنظر العام ...
نخاف أن نصفق ...حتى وان كنا في موقف ٍ يستدعي ذلك ...
ترانا ملاحقين من كل الجهات ....
فعندما تخرجُ متنزها ً كي ترى الطبيعة بجمالها ... تترصد كميرات الشارع كل تحركاتك وسكناتك .... وحتى وإن كنت س.... سترصدك عنوة ....
تخلد إلى فراشك هادئا ً متأملا ً غدا ً مفعم بالحيوية والأمل ... وما ان يغلبك النعاس حتى يفاجئك أحدهم برسالة غبية على جوالك قد تطير النوم من عيونك ....
أكره هذا التطور المشؤوم ....
في القديم كان الحبيب يقضي ساعات ٍ وساعات ليكتب لعشيقته رسالة على ورقة من لحاء الشجر وبيده دواته وريشته ....
أما اليوم فحبنا بارد ٌ كأسلاك هواتفنا .... فإن أراد محبوبٌ ان يعبر لمحبوبته عند مالديه من الشوق .... يختار رسالة أصلا كانت لديه في جواله ويرسلها لها ... والمثير للغرابة ... أنها تتقبلها بكل حب .... (رغم أنه لم يكتب حرفا واحد منها) ..!!
عالمٌ غريب ....
أود في بعض اللحظات أن اضحك بصوت ٍ عالي ٍ على مشهد مضحك شاهدته .... لكنني لا أستطيع ... أخافوا أن لايفهم من حولي أنني أضحك !!!
ويراودني أحيانا أن أركض على عازف البيانو في المسرح مصافحا ً إياه على معزوفة عزفها بكل حب ورقي .... فأخجل أن لايفهمني بعضهم .... (هذا إن إستطعت الوصول له )..!!
أشعر بالإرتباك إذا ذكرت إسم من أحب في أحد الإجتماعات .... وكأن أسماء من نحب أصبحت من المحرمات أو المنهي عنها (حتى المتزوجون لا يذكرون أسماء زوجاتهم ....!! لعله مرض؟؟!)
أطوق لحرية أخرج فيها عن المألوف (هو بطبيعة الأمر مألوف ولكن نحن جعلناه غير مألوف)
أن أصيح بأعلى صوتي أريد مساحة من الحرية لا تؤذي أحدا ولا تضر كائنا ً كان ... أريد مساحة ً من الحرية لا تستغرق أكثر من إرتشاف قهوة صباحية بشغف ...
مساحة ً من الحرية لا تتجاوز مساحة ورقة بيضاء فارغة أستطيع أن أملئها بما أريد (ربما أردت أن أخربش عليها ) ...
دعونا نعود للوراء قليلا ً أو لربما لنتقدم للأمام قليلا ً أو في أي الإتجاهات تحبون ... ولكن مع قليل ٍ من الحب وحفنة من الحرية ...
ودمتم ...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

******

السلام عليكم ..


كلمات جميلة لامست وتري الحساس ..!
كنت قبل زمن أتساءل لماذا نحن مكبّلين هكذا حتى في بيوتنا حتى ونحن نتحدث على الهاتف مراقبين ؟؟
لكن لم أجد اجابه .. لهذا تركت السؤال يمضي في طريقه لعله يجد من يجيب عنه غيري .. !!

أخي ..
كالعاده أنت مبدع في كل شئ ..
شكرا من القلب على كلماتكــ الرائــعه ..

ملاحظه ..
خجلت من نفسي أن يدخل شهر الرحمه
ولم أهنئكــ ^^
(كل عام وأنت إلى الله أقرب )

*****

Alshami يقول...

وعليكم السلام ورحمه وبركاته
يسعدني مرورك عزيزي

إن كان هذا إبداعا ً سيكون نتاج متابعتكم

دمتم بكل خير