الأربعاء، 23 يوليو 2008

الوردة



الوردة


كان شاعر ألماني يدعى ريلكه يقيم في باريس. وفي طريقه إلى الجامعة كان يمر صباح كل يوم في طريق مزدحمة بصحبة صديقة فرنسية. وفي زاوية ما من الطريق كانت هناك متسولة اعتادت الجلوس دائماً في نفس المكان جامدة كتمثال. تمد يدها وعيناها مسمرتان بالأرض. لم يكن ريلكه يعطيها شيئاً بينما كانت صديقته غالباً ما تعطيها بضع فرنكات.
ذات يوم سالت الصديقة الفرنسية بدهشة: لماذا لا تعطي شيئاً لهذه المسكينة ؟ فأجاب الشاعر: يجب أن نعطيها هدية لقلبها وليس ليدها. وفي اليوم التالي وصل ريلكه ومعه زهرة رائعة بالكاد متفتحة، وضعها في يد المتسولة. وبدا كما لو انه تابع طريقه، وإذا بالشيء غير المنتظر قد حدث. إذ رفعت المتسولة عينيها ونظرت نحو الشاعر ثم وقفت بصعوبة وأخذت يد الشاعر وقبلتها ثم مضت وهي تشد يدها حول الوردة الجميلة. وخلال أسبوع لم يرها أحد ولكنها عادت في اليوم الثامن إلى مكانها المعتاد، ساكنة جامدة كما ذي قبل .
سألت الفتاة الفرنسية: " كيف كانت تعيش كل هذه الأيام ؟ " فأجاب الشاعر : "من الوردة ".
" في العمق ، لا يوجد سوى مشكلة واحدة على الأرض ، وهي : كيف نعيد للإنسانية معناً روحياً ، وكيف نُحدث اضطراباً في الروح الإنسانية. من الضروري أن نروي الإنسانية بالسمو الذي يضيف إليها بعض الأشياء مثل أغنيةGregorian فنحن لا نستطيع الاستمرار في العيش فقط من خلال اهتمامنا بالبراد والسياسة والموازنات والميزانيات والكلمات المتقاطعة . إذ لا تستطيع التطور هكذا ".
أنطوان دو سان إكزوبيري

ليست هناك تعليقات: