السبت، 5 يوليو 2008

مقطتفات من كتاب معجم الإسر والأعلام الدمشـــقية


تعتبر العائلات كتشكيل اجتماعي مصدراً هاماً للدراسات التاريخية المتعلقة بمجتمع ما لما تحتويه جنباتها من أبعاد أثرت وتأثرت بالحياة المحيطة بها في كافة المجالات الحياتية.
إن دراسة تاريخ العائلة تشمل تطور العائلة واسمها, أماكن نموها واستقرارها, المهن والعلوم التي عمل بها أفرادها, عاداتها وتقاليدها وتراثها, دور شخصياتها وأثرهم داخل العائلة وخارجها, أثرها بالحياة العامة وبالمجتمع المحيط بها, ما حدث من تغيرات أو تطورات على المجالات السابقة بمرور الزمن.

وكما اهتم المؤرخون بتاريخ دمشق والحقب المتعاقبة عليها والمجالات المختلفة فيها فقد اهتم عدد أخر من المؤرخيين الدمشقيّين منذ القدم بتاريخ رجالات المجتمع الذين مروا بهذه المدينة عبر الزمن وترجموا لهم, وعمد القليل من هؤلاء المؤرخين إلى الإشارة لتاريخ بعض الأسر والعائلات في إطار حديثهم عن إحدى شخصياتها, ولعل كتاب " منتخبات التواريخ لدمشق " للمؤرخ محمد أديب تقي الدين الحصني المتوفى عام 1940م كان المرجع الوحيد لمن أراد البحث في تاريخ العائلات الدمشقية البارزة في تلك الفترة, تلته بعض الكتب التي دوَّنت تاريخ أسرة بعينها بقلم أحد مؤرخي هذه الأسرة.

ثم جاء كتاب " معجم الأسر والأعلام الدمشقية " للباحث التاريخي الدكتور محمد شريف الصواف بطبعته الأولى عام 2003م ليكون تأسيساً لباب جديد من أبواب التاريخ الدمشقي الواسع وبطبعته الثانية عام 2005م ليكون ترسيخا ً لمنهج في الكتابة والتأريخ لطالما افتقدناه في مكتبتنا الدمشقية.

اعتمد الدكتور الصواف في تأريخه للعائلات الدمشقية وأعلامها على كتاب الحصني كقاعدة للانطلاق فعرض في كتابه تاريخ تلك العائلات وأضاف لها ما طرأ عليها من تغيرات الزمن ثم أضاف لكتابه تاريخاً للعائلات التي برزت في الفترة الماضية ولم يذكرها الحصني في كتابه وذلك ضمن شروط هي : أن يكون قد مضى على وجود العائلة في دمشق 100 عام على الأقل وتعاقبت فيها أكثر من ثلاثة أجيال, وأن يكون قد اشتهر عدد من أبنائها ضمن المجتمع الدمشقي وتركوا فيها أثراً في أيّ من المجالات الاجتماعية والعلمية والثقافية المختلفة, مع العودة للمصادر التاريخية الموثوقة التي أرخت لرجالات دمشق وحياتها الاجتماعية في القرون الماضية, والمعلومات المقدمة من المهتمين بتاريخ أسرهم وأنسابهم بعد تدقيقها وتصحيحها.

نسقت أسماء الأسر في الكتاب على طريقة المعجم حيث يورد المؤلف في ذكره لكل أسرة المعلومات التاريخية المتوفرة عن نسب هذه الأسرة وأصلها وسبب تسميتها وهجراتها وسيرة أبرز رجالاتها قديماً وحديثاُ, وقد بلغ عدد الأسر التي ورد ذكرها في الطبعة الأولى 265 أسرة وفي الطبعة الثانية 318 أسرة, كما أضاف له مقالات تتحدث عن فضل دمشق عبر التاريخ وخصائص المجتمع الدمشقي وأخلاق التجار وعاداتهم في دمشق.

حافظ المؤلف في ذكره للمعلومات على مبدأ الأمانة التاريخية فلم يزيد في الوصف في مطرح نقصانٍ ولم ينقص في مطرح زيادة مما عرضه لبعض النقد من الذين لم يجدوا في الكتاب ذكراً لأسرهم أو لم يرضهم ما ذكر عنهم, على أن هذا الكتاب أقد أضحى حديث الكثير من الدمشقيين في مجالسهم لأنهم رأوا فيه نوعاً جديداً من الكتب التي افتقدتها مكتباتهم الخاصة.
وقد أراد فيه المؤلف مشروعاً مستمراً يحفظ لدمشق المعلومات التاريخية التي قدمها المؤرخون السابقون أو التي جمعت من قبل الأسر الدمشقية ضمن كتاب واحد دائم التجديد.

كتاب معجم الأسر والإعلام الدمشقية للباحث الدكتور محمد شريف الصواف وإن أسميناه كتاباً فالأصح أن نسميه مشروعاً تاريخياً اجتماعيا يحفظ لدمشق جزءاً هاماً من تاريخها الوطني والاجتماعي والثقافي والسياسي ويعيد الحياة مجدداً لنوع قديم جديد من الثقافة هي ثقافة العائلة وحفظ النسب التي يفاخر بها العرب وحفظ الروابط الأسرية التي تؤدي لوحدة الأسرة ومن بعدها وحدة المجتمع وتماسكه.

والدكتور الصواف بتبنيه لهذا المشروع المستمر دخل في تحدي كبير ووضع نفسه قيماً على استمرارية نوع من أنواع التأريخ الذي اعتقدنا بزواله, ومهما تراوحت آرائنا بين إيجابية وسلبية من مشروعه تبقى الأجيال القادمة هي الحكم ومكتبة التاريخ خير حكم.



أسماء العائلات الدمشقية.

-----------------------------------------------------------------------


حرف الألف

آغريبوظ / آقبيق / الآلوسي / أباظة / أبو جيب / أبو حرب / أبو الشامات / أبو شعر ( الصالحية ) / أبو شعر ( الميدان ) / أبو طوق / أبو لبادة / أجليقين / الإدلبي / الأسطواني / الأصبحي / الأصيل / الأعمى / الأكرمي / الإلشي / الإمام / الإيبش / الإيتوني ( السعيد ) / الأيوبي ( الأنصاري ) / الأيوبي ( الأكراد )
----------------------------------------------------------

حرف الباء

بابيل / البارودي / الباني = الشيخ عثمان / الببيلي / البحرة / بدرخان / بدير / بركات / البرقاوي = الحنبلي / البرهاني / البزرة / البزم / البعلبكي / البغا (الحسيني) / بقدونس / بكداش / البكري / البهنسي / بوظو / بولاد / بيازيد / بيضون / البيطار
----------------------------------------------------------

حرف التاء

التاجي / الترزي (الطرزي) / التغلبي (الشيباني) / التقي / تقي الدين / التكريتي / تللو (العباسي) / تمر أغا / توكلنا
----------------------------------------------------------

حرف الجيم

الجابي ( الأموي ) / الجاجة / الجبَّان (الجنيدي) / جبري / الجزائري (الحسني) / الجعفري (الحسيني) / الجعفري ( جعفر بن أبي طالب ) / الجلاد / جمعة / الجندلي / الجوخدار / الجولاق / الجويجاتي
----------------------------------------------------------

حرف الحاء

حافظ / الحافظ ( الشيخ علي المصري ) / الحايك / حباب / الحبال (الرفاعي) / الحبال (سوق ساروجا) / حبنكة الميداني / حتاحت / الحجار / الحرش / الحسين المراكشي / الحسيبي / الحصري / الحصني / الحفار / الحكيم (الميدان) / الحكيم (الصالحية) / الحكيم (مئذنة الشحم) / الحلبوني / الحلبي (الباني) / الحلواني / حمزة (الحمزاوي) / حمودة / الحموي / الحنبلي ( البرقاوي ) / الحواصلي
----------------------------------------------------------

حرف الخاء

الخاني / الخجا / الخرده جي / الخرسا / الخرفان / الخشة / خطاب / الخطيب ( الحسني ) / الخن / الخياط / الخوري / الخيمي
----------------------------------------------------------

حرف الدال

الدالاتي / الداودي / دبس وزيت / الدبسي / الدبوسي / الدرَّة / الدردري / دركشلي / دركل / الدسوقي / الدقر / دقماق / دك الباب / الدكدك / الدهان / دُهمان / الدوه جي / دياب / ديب / ديركي
----------------------------------------------------------

حرف الذال

الذهبي
----------------------------------------------------------

حرف الراء

راجح / الرباط / الرجلة( الرجولة ) / الرفاعي / الركابي / الرملي / الرهونجي / الروماني
----------------------------------------------------------

حرف الزاي

الزالق / الزركلي / زريق / الزعيم / الزكي
----------------------------------------------------------

حرف السين

السادات / الساطي / السباعي / سبح / السبسبي الرفاعي / السبيعي / سردست / السعدي الجباوي / السفرجلاني / سقا أميني / السقطي / سكر ( الميدان ) / سكر ( الرفاعي ) / سلطان / سليق / السمان / السمان( المدني ) / السمان( الحسيني ) / سوار ( الشريف ) / سويد / السيروان / السيوفي
----------------------------------------------------------

حرف الشين

الشاش / شامية ( روم أرثوذكوس ) / شباط ( روم أرثوذكوس ) / شبيب / شخاشيرو / الشرابي / الشربجي / شرف / الشطي / الشعار / الشعال / شكري / الشلق / الشلاح / الشماع / شمدين آغا ( الدقوري ) / الشمعة / الشملي / شموط / شميس / الشهابي / الشهبندر / شورى / الشويكي / شيخ الأرض / الشيخ عثمان ( الباني ) / شلهوب.
----------------------------------------------------------

حرف الصاد

الصباغ ( الصالحية ) / الصباغ ( العمارة ) / الصباغ ( ساروجا ) / الصباغ ( الحاج ويس ) / الصبان / صحناوي ( روم كاثوليك ) / الصفدي / الصلاحي / الصلح / الصمادي / صندوق / الصواف / الصوص
----------------------------------------------------------

حرف الطاء

طالو / الطباخ / الطباع / الطرابلسي / الطرابيشي / الطنطاوي / الطويل / الطيبي / الطيلوني
----------------------------------------------------------

حرف العين

العائدي / العابد / عابدين / العاني / العبه جي = هاشم / عبيد / العجة / العجلاني / العجلوني / العدوي / عرار / عربي كاتبي / عرفات / عرفة / عرنوس / العرقسوسي / عرقتنجي / عزقول ( الجعفري ) / العسلي ( الميدان ) / العسلي ( القنوات ) / العش / العطار ( الباني ) / العطار / العطار ( حلب ) / العطري / عطفة / العطري / العظم / المؤيد العظم / العظمة / العقاد / علايا / العلبي / العلمي ( الحسيني ) / العلمي ( صلاح الدين ) / العلواني / العمادي / العمري / عناية / العنبري / عنجوري / العوا / العوف
----------------------------------------------------------

حرف الغين

الغبرا / الغراوي / الغزي ( العامري ) / الغلاييني / الغميان / الغنيمي ( الميداني )
----------------------------------------------------------

حرف الفاء

الفتال / الفرا / الفرفور / الفقير / الفيومي ( الخطيب )
----------------------------------------------------------

حرف القاف

القاري / القاسمي / القباقيبي / القباني ( الحسني ) / القباني ( الحسيني ) / القباني ( آق بيق ) / القتابي / القتلان / قدامة / القدسي ( الحسني ) / القدسي ( الباني ) / قزيها / قشلان / القصاب / قصاب حسن / القصار ( بني المرجة ) / القصاص / القصص / قصيباتي / القضماني / القطب / قطنا / القلطقجي / القنواتي / القوادري / القواس / القواص / القوتلي / القولي / قويدر
----------------------------------------------------------

حرف الكاف

الكاتب / الكاملي / الكتاني الحسني / كحالة / كحالة ( روم أرثوذكوس ) / كردعلي / الكرمي / الكزبري / الكسم / كفتارو / كنج ( صالح بك ) / الكناني / الكيال / الكيالي / الكيلاني / حجازي الكيلاني / كيوان
----------------------------------------------------------

حرف اللام

اللوجي / الليموني /
----------------------------------------------------------

حرف الميم

المارديني / المالح / المالكي / المبارك ( الطيب ) / المتولي / المجتهد / المجذوب ( الرفاعي ) / المحاسني / المحايري / المحملجي / المخيش / المدور / المرابط / مراد ( ضيف الله ) / المرادي / المرتضى / مردم بك / مريدن / المسوتي / مشاقة / معتوق / المعصراني / المفتي ( الآمدي ) / المكتبي ( زميتا ) / المكي الشريف / ملص / الملاح / الملاح ( سرور ) / المنجد / المنير ( الحسني ) / المنيني / المهايني / الموره لي / الموصلي / الموقع / المولوي / الميداني

----------------------------------------------------------

حرف النون

النائلي / النابلسي / الناشف / النحاس / النحاس ( حي الأمين ) / النحلاوي / النص / نصري / نصري شيخ البزورية / نظام / النفاخ / النقشبندي ( الصاحب ) / النوري ( حي الميدان ) / النوري ( حي الشاغور ) / النويلاتي
----------------------------------------------------------

حرفي الهاء والياء

هاشم / الهبل / هيكل / ياسين الصباغ / اليافي / اليعقوبي / اليوسف



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين وآله وصحبه، وبعد:

فقد اهتم المؤرخون والباحثون قديماً وحديثاً بالتأريخ لهذه المدينة العظيمة – دمشق - والتعريف برجالاتها، وكتبوا في ذلك الكثير، وتركوا لنا مصنفات شكلت مكتبة كبيرة عامرة فيها أدق التفاصيل من تاريخ هذه المدينة، وتاريخ رجالها، ومعالمها، وحياتها الاجتماعية الثرية النابضة. وقد كان لكل مؤرخ من هؤلاء المؤرخين هدفه ومنهجه؛ فمنهم من أرَّخ لمعالمها العمرانية، ومنهم من أرَّخ لغوطتها، ومنهم من تحدث عن مجتمعها، ومنهم من ترجم لأعلامها، ولكن لم تصدر إلى اليوم دراسة متخصصة شاملة عن تاريخ أسرها، وأثر هذه الأسر في الحياة الدمشقية، ماخلا بعض الدراسات التي صدرت عن تأثير بعض هذه الأسر في الحركة السياسية لهذه البلدة، وبعض الأبحاث والفصول المبثوثة في الكتب العامة، وكان أوسعها ما كتبه المؤرخ الدمشقي الشيخ محمد أديب تقي الدين الحصني المتوفى (1358هـ/1940م) في كتابه "منتخبات التواريخ لمدينة دمشق"، فقد قدّم مادة ثرية ولكنها تحتاج إلى تنقيح، وتهذيب، وإتمام، وترتيب عصري مناسب. الهدف من هذا العمل: وكان الباعث على هذا العمل والهدف منه هو حفظ هذه المعلومات التاريخية التي قدمها المؤرخون السابقون، أو التي جمعتها مشافهة، وترتيبها على هذا الشكل لتكون شاهداً على ماقدم السابقون، وحافزاً لأبناء هذه الأسر الدمشقية العريقة يتعرفون من خلالها على تراث آبائهم وأجدادهم، وعلى ما قدموه من خير وفضل، فينهجوا منهجهم في العلم والتقوى، الجد والعمل ليحصلوا الثمرة التي حصلوها، وليكونوا خير خلف لخير سلف، ولا يقصروا فيضيع مجدهم، ويذهب أثرهم، وتتيه خطاهم. ولا شك أن القدوة الصالحة الناجحة من أهم أسباب النجاح في الحياة، ولذلك ذكر الله في القرآن الكريم قصص السابقين من الأنبياء والصالحين وقال معقباً:


{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }
[سورة الزمر: 39/18].


منهجي في العمل في هذا الكتاب

وقد كان عملي في هذا الكتاب وفق المنهج التالي:

1- اعتمدت في هذا البحث على كتاب "منتخبات التواريخ لمدينة دمشق" للسيد أديب تقي الدين الحصني مصدراً أساسياً، ونواة لهذا العمل، ولم أهمل منه إلا بعض الأسر التي انقرضت أو زال أثرها في المجتمع الدمشقي، فكل أسرة ذكرها الحصني في كتابه هَذَّبتُ ما ذكره عنها، وأضفت إلى ذلك ما تحصّل لديَّ من معلومات أخرى عن تاريخها ورجالها.

2- أضفتُ إلى ما ذكره الحصني عدداً كبيراً جداً من الأسر الأخرى التي أهملها، والتي كان لها أثر كبير في مجتمع مدينة دمشق، وميَّزتها عن الأسر التي ذكرها بعلامة (*)، وقد زاد عددها على ضعف عدد الأسر التي ذكرها الحصني، واشترطت في الأسر التي أضفتها شرطين أساسين:

الأول: أن يكون مضى على وجودها في مدينة دمشق مئة عامٍ فأكثر، وتعاقب منها في هذه المدينة أكثر من ثلاثة أجيال.

والثاني: أن يكون قد اشتهر من أبنائها عدد ممن تركوا في حياة مدينة دمشق أثراً علمياً، أو عمرانياً، أو اجتماعياً ملحوظاً. ولا شك أنني ربما أهملت عدداً من الأسر التي لم يكن غيرها ممن ذكرتُ أولى بالذكر منها، وذلك لقلة المصادر والمعلومات حول هذه الأسر، وعدم استطاعتي الوصول إليها أو لانعدامها.

3- اعتمدت في عملي هذا على أكثر المراجع التاريخية التي تحدثت عن تاريخ مدينة دمشق خلال الأربعة قرون الماضية، ولكني جعلت الاعتماد الأكبر على سلسلة تاريخ علماء وأعيان دمشق في القرون (11)، و(12)، و(13)، و(14) الهجرية للأستاذين المؤرخين د. محمد مطيع الحافظ، ود. نزار أباظة، وعلى كتاب "أعلام دمشق في القرن (14 هـ)" للمؤرخ د. عبد اللطيف الفرفور، وذلك للمنهجية والموثوقية التي تتميز بها هذه الكتب عن غيرها، فإذا تكررت المعلومة في هذه الكتب، أو تعارضت مع الكتب الأخرى اكتفيت بما في هذه الكتب، وأهملت ما في غيرها.

4- حاولت في أكثر الأسر التي ذكرتها في هذا المعجم الرجوع إلى المهتمين بتاريخ وأنساب هذه الأسر لتصحيح وإتمام ما كتبتُ عنها، فمنهم من لبى مشكوراً، ومنهم تلكَّـأ، ومنهم من وعد ولم يلبي، ومنهم من استصغر العمل، وأهمل الطلب، فأشكر كل من ساهم وشارك في هذا العمل.

5- اعتمدت في ترتيب الأسر على طريقة المعجم، واختصرت كثيراً من المعلومات التي ذكرتها عن أعلام هذه الأسر، وذلك لأني أردت أن يكون هذا العمل فهرساً ومعجماً لهؤلاء الأعلام، ومفتاحاً يدل على المصادر التاريخية التي ذكرت سير هؤلاء الأعلام بشكل مطولٍ، ولو أني لم أختصر هذا الاختصار لبلغ حجم العمل أضعافاً مضاعفة وفقد مقصده الأصل.

6- حاولت ضمن الأسرة الواحدة أن أذكر أبناء الفرع الواحد من هذه الأسرة، والآباء والأبناء، في مواضع قريبة قدر الإمكان، ولم أعتمد الترتيب المعجمي ولا التاريخي في ترتيب أعلام الأسرة الواحدة.

7- صدَّرت الحديث عن كل أسرة بالحديث عن هجرتها إلى مدينة دمشق، وسبب نسبتها، وأبرز سماتها، ثم أثبتُ نسبها- إن وجد- ابتداءً من أشهر رجالها. ولا بد من التنويه إلى أن الانتقادات الإيجابية والسلبية على السواء قد أغنت الكتاب وخدمته، وهكذا خرجت الطبعة الثانية من هذا الكتاب في مجلدين اثنين بعد أن كانت الطبعة الأولى منه في مجلد واحد، والسبب في ذلك يعود إلى أربعة أسباب رئيسة :

السبب الأول: أني لاحظت أن التراجم المختصرة التي كانت سمة الكتاب الغالبة كانت لا تفي بحق كثير من أعلام العلماء الذين ذكرتهم، ولذلك توسعت قليلاً في ذكرت تراجم أكثر العلماء، مع مراعاة أن يبقى التعريف بهؤلاء الأعلام تعريفاً مختصراً.

والسبب الثاني: حاولت تتبع أنساب الأسر التي تنتسب إلى الدوحة النبوية المباركة، واستفدت كثيراً من الكتاب القيم (جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية) للسيد الشريف الدكتور كمال الحوت جزاه الله خيراً، الذي جمع فيه عدداً كبيراً من أنساب الأسر الدمشقية الشريفة مستعيناً بما جمعه النسابة الشريف منير الشويكي في مكتبته العامرة بمشجرات الأسر الشريفة. وهنا يجدر التنبيه إلى ملاحظة هامة حول موضوع ثبوت أنساب كثير من الأسر، فإنني من خلال بحثي وعلمي المحدود في موضوع الأنساب وجدت أن مشجرات الأنساب التي بين يدي هذه الأسر الكريمة لا تخلو من بعض السقط والأخطاء والأوهام في عمود النسب، ولكن شهرة انتساب هذه الأسرة أو تلك وتواتر هذه الشهرة بين المؤرخين قديماً تجعلنا نجزم بصحة وصدق انتساب هذه الأسرة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وإن لم نعثر على عمود للنسب، ومن أكبر الأمثلة على ذلك أسرة الشيخ محمد بدر الدين الحسني المراكشي؛ حيث قطع المؤرخون والنسابون بصحة انتسابها إلى الدوحة النبوية الشريفة، وإن كانوا يفتقرون إلى أسماء الأجداد القدامى التي تربطهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم . بينما نجد أنه بعد غياب منصب نقيب الأشراف في سورية تجرأ عدد من الناس فلفقوا أعمدة مزورة تصلهم بالدوحة النبوية الشريفة . وهنا أحب أن أذكر أن بعض من الأسر التي ذكرت نسبها في هذا الكتاب لا أطمئن إلى صحة هذا النسب ولا صحة الأسماء في عموده، وخاصة منها الأسر التي أعلنت نسبها وشهرته بعد إلغاء منصب نقيب الأشراف في سورية، ولكني ذكرت هذا النسب نقلاً عمن ذكره وبخاصة منهم الأستاذ كمال الحوت رئيس جمعية السادة الأشراف في بيروت، والتزاماً بمبدأ شرعي أصيل هو قول إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: الناس أمناء على أنسابهم . ولذلك فإن سياق نسب إحدى الأسر في هذا الكتاب ليس إلا على عهدة من ذكره من النسابة والمؤرخين أو من بيده هذه المشجرات والله أعلم .

والسبب الثالث: أنني أضفت التعريف بعدد من الأسر التي لم أعرف بها في الطبعة السابقة حتى بلغ عدد الأسر في الطبعة الثانية (321) أسرة، بينما كان عددها في الطبعة الأولى (265) أسرة، وما زالت بعض الأسر تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتوسع، كما أرجو أن أضم إلى الكتاب في الطبعات القادمة دراسة حول تاريخ وأعلام بعض الأسر الدمشقية الأخرى. والسبب الرابع: أنني أضفت عدداً من تراجم الأعلام الذين فاتني التعريف بهم في الطبعة السابقة. وهكذا فإنني بعد هذا الجهد في البحث والجمع والترتيب أضع هذه الطبعة من هذا الكتاب بين يدي القراء الكرام، راجياً منهم أن ينظروا إليها بعين الناقد المنصف وأن يصححوا الخلل، ويتمموا النقص وفق منهج علمي رائده الإخلاص والبحث عن الحقيقة.

وختاماً أرجو أن أكون قد وفقت في عملي هذا، وقدمت من خلاله الجديد والمفيد، وأن يثيبني الله عليه، ويجعله مبروراً مشكوراً، كما أرجو ممن وجد فيه خطأً أو نقصاً، أن يصوّب الخطأ، ويتمَّ النقص، ويرشـدني إلى الزلل، وبخاصة المعلومات المتعلقة بالأسر التي لم تذكر لإظهار ذلك في الطبعات القادمة، فإن الله جعل الخطأ والنسيان صفة أصيلة لازمة في ابن آدم. وأحب أن أُشير إلى أنه ما ممن عمل تاريخي قديم أو حديث إلا وفيه الكثير من السقطات، وعليه الكثير من الاستدراكات، وذلك لأن التصنيف في التاريخ من أصعب أنواع التصنيف.

ولعلي أعود في مرة أخرى لمراجعة هذا العمل وتوسيعه، والإضافة عليه والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

د. محمد شريف الصواف

المصدر منتدى الانساب والعائلات الشامية


ليست هناك تعليقات: